لم يتردد الخبير الاستراتيجي والعسكري الدكتور عبد الرحمان مكاوي في الكشف عن الأبعاد الخطيرة لتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال زيارته الأخيرة للجزائر وتندوف. وقال هذا الخبير في حواره مع "المشعل"، إن بان كي مون "قام بتصرفات أعادت لغة السلاح إلى منطق الصراع و أراد أن يرسل رسائل قوية إلى المغاربة على أن تحديهم له ستكون له تبعات، وكذلك أن يرد الجميل لمن تورط معه في ترشيحه كأمين عام للأمم المتحدة.." في إشارة إلى الجزائر ونيجيريا وجنوب إفريقيا وفنزويلا. واستطرد مكاوي في تحليل خطاب بان كي مون، موضحا أنه لا يعقل لأمين عام أكبر هيأة في العالم أن يتكلم عن الأقاليم الجنوبية للمملكة على أنها أقاليم محتلة، "فعندما تقول هذا المصطلح (محتلة)، فأنت عسكريا تبيح لمن يريد مقاومة الاحتلال حمل السلاح، وبالتالي تقول له إن مقاومته شرعية. هنا انخرط الأمين العام في مسلسل العنف عكس ما هو مفروض عليه، وهو ضمان السلم والأمن في العالم".
وحسب مكاوي، إن من تبعات تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة التي خرق فيها مبدأ الحياد، أنها دفعت بالبوليساريو إلى التهديد بالعودة إلى منطق السلاح، "فمحمد لمين البوهالي، ما يسمى بوزير الدفاع السابق في الجمهورية الصحراوية الوهمية، وكذلك الطالب عمر القيادي في البوليساريو قاما بعد زيارة بان كي مون بالتلويح إلى العودة إلى السلاح لمقاومة خرافة (الاحتلال).. فهم بنوا على تصريحه، وتكلموا عن العودة إلى السلاح لمقاومة (الاحتلال) الذي كما أشاروا إليه، تكلم عنه الأمين العام للأمم المتحدة.. وبالتالي إن هذه الكلمة هي ضوء أخضر لمليشية البوليساريو لإشعال نار الحرب في الصحراء". يقول الخبير العسكري.
الأكثر من ذلك، يقول مكاوي في تحليله لـ"المشعل" إن شارة النصر التي رفعها بان كي مون هي إشارة عسكرية، وبالتالي إن هذا "النصر" لا يأتي إلا بعد حرب، "وهنا يعطي الأمين العام للأمم المتحدة البيان رقم واحد لإعلان الحرب على المغرب، بل بإشارة النصر تحول بان كي مون إلى ضابط صغير في مليشية البوليساريو، أي أنه انحاز كليا إلى هذا الأخير، ما جعل من الأمين العام للأمم المتحدة رجلا أتى لزرع الألغام في المنطقة".